وكالة مهر للأنباء: الوقود الحيوي هو الطاقةالمستمدة من الكتل الحيوية (البايوماس) وهو أحد أهم مصادر الطاقة المتجددة تتميز على غيرها من الموارد الطبيعية مثل النفط والفحم الحجريوكافة أنواع الوقود الاحفوري، من حيث عدم انتاجها للملوثات البيئية والغازات الدفئية.
ومن ميزات هذا النوع من الوقود هي إنه يعد غير سام وغير مسرطن، كما أن درجة الاشتعال فيه ليست منخفضة كما هو الحال مع النفط والبنزين، ما يقلل من إحتمال نشوب الحرائق.
ينتج الوقود الحيوي من النباتات وايضا التحليل الصناعي للمزروعات والنفايات والفضلات، التي يمكن إعادة استخدامها، مثل القش والخشب والسماد، وقشر الارز، وتحلُل نفايات المنازل ونفايات الورش والمصانع ، ومخلفات الأغذية ، التي يمكن تحويلها إلى الغاز الحيوي عن طريق ميكروبات ذات الهضم اللاهوائي.
تعد الولايات المتحدة والمانيا من البلدان الرائدة في مجال انتاج الوقود الحيوي، كما أن البرازيل والهند والصين بدورها قطعت خطوات مهمة في هذا المجال. ايران ايضا تسعى هذه الايام لانتاج الوقود الحيوي كي تستبدله بالوقود الاحفوري، بعد أن أدركت اهمية هذا الموضوع، إذ أن مساعي المحققين والباحثين في ايران باتت ملحوظة بهذا المجال.
لمعرفة المزيد فيما يتعلق بالوقود الحيوي وآخر إنجازات الباحثين الايرانيين والعراقيل التي تعترضهم، اجرت وكالة مهر للأنباء مقابلة مع الدكتور "ميثم طباطبائي" رئيس لجنة الوقود الحيوي (التابع لمجلس تطوير التقنية الحيوية في معاونية العلوم والتكنولوجيا بمكتب رئاسة الجمهورية).
يأتي نص المقابلة كالتالي:
س: ما هي اهمية استبدال الوقود الاحفوري بالوقود الحيوي، ولماذا علينا التوجه نحو الوقود الحيوي هذه الايام؟
ج: تنويع مصادر الطاقة يحمل اهمية عالية استراتيجياً، ولهذه الاهمية جانبين؛ الجانب الاول "أمن الطاقة" والثاني هو "الحفاظ على البيئة وارتقاء مستوى السلامة في البلاد".
نسبة استعمال الوقود الاحفوري في البلاد تعد عالية للغاية وتزداد كل عام نحو 4 حتى 5 في المئة، فهذا النمط يشير الى أن خلال فترة قصيرة في المستقبل وبالنظر الى المعدل الحالي لنمو انتاج النفط، سيتم استهلاك جميع المنتجات النفطية في داخل البلاد، وحينها ستواجه البلاد مشكلة جادة.
استخدام النفط من أجل الحصول على الطاقة، يعد من أدنى مستويات سبل استهلاك النفط ويشكل ذلك نموذجا حقيقيا لتبدد المصادر والثروات الوطنية التي يتوجب علينا الحفاظ عليها كي تنقل للأجيال القادمة. يمكننا تجنب ذلك من خلال تحسين سبل إستهلاك الطاقة واستبدال الوقود الاحفوري بالوقود الحيوي.
الحفاظ على البيئة والارتقاء بمستوى السلامة في البلاد يعد من اهم الدوافع للسعي وراء تنويع مصادر الطاقة. وبما أن الملوثات والغازات الدفئية التي ينتجها الوقود الحيوي أقل بكثير من ما ينتجه الوقود الاحفوري ، فأن استعمالها يعد الحل الامثل للظروف الحرجة التي تعاني منها الكثير من المدن الكبيرة في العالم ، ويشاعد في التجنب من التبعات الهائلة التي تُنتج من النسبة التلوث العالية والتأثير الذي يتركه التلوث على سلامة الافراد والبيئة.
وبالنظر الى ان الوقود الحيوي ينتج من مصادر الطاقة المتجددة، لذلك لا يتسبب لإزدياد نسبة الكربون في الجو وليست له أثار سلبية ملحوظة في عملية الاحترار العالمي وتغير البيئة.
س: ما هي الخطوات التي تم اتخاذها في البلاد في مجال استعمال وتطوير تقنية الوقود الحيوية؟
ج: تم تطوير تقنية انتاج انواع الوقود الحيوي (مثل: الايثانول الحيوي، الديزل الحيوي أو البيو ديزل، الغاز الحيوي وما الى ذلك) في البلاد وهناك الكثير من الشركات المعرفية تعمل على ذلك. من حيث آخر هناك بعض من المعايير الوطنية تمت صياغتها في منظمة معايير ايران، كما إنها قد حصلت على الموافقة وحاليا متاحة للجميع.
س: ما هي العراقيل التي تعترض عملية تطوير تكنولوجيا الوقود الحيوي في ايران؟
ج: جميع البنى التحتية لانتاج وبيع واستخدام الوقود الحيوي باتت جاهزة والشيء الوحيد الذي يعيق استعمال هذه الوقود هو ما يتعلق بالاعلان عن أسعارها من قبل الشركة الوطنية للتوزيع والتنقية.
ستقرر الشركة الوطنية للتوزيع والتنقية سعر بيع هذه الوقود وفقا للمعايير الفنية والكيفية والاقتصادية، كي يستطيع المنتجون عرض منتجاتهم ويتمكن المجتمع من التمتع بإستحقاقات وفوائد هذا النوع من مصادر الطاقة، من حيث السلامة الفردية والبيئية.
س: ما هي المصادر التي يمكن من خلالها انتاج الوقود الحيوي في البلاد؟
ج: نحن نرغب بان نستعمل النفايات والفضلات والمواد التي لا تصلح للأكل لدى الانسان والحيوان، كمصادر لانتاج الوقود الحيوي.
يمكن انتاج الديزل الحيوي من بقايا الزيوت الصالحة للطعام ، كما أن الغاز الحيوي يُنتج من أنواع المخلفات العضوية كأنواع النفايات الصلبة والسائلة. شحوم الدجاج وبقايا السمك، وبقايا الزيوت الصالحة للطعام، والمخلفات الزراعية، وسوائل الصرف الصحي وغيرها من النفايات تعد من مصادر انتاج البيوغاز او الغاز الحيوي.
س: أين تنتج أنواع الوقود الحيوي؟
ج: من الممكن ان تنتج هذه الوقود في مصافي النفط، كما أنه في الوقت الحالي هناك الكثير من الشركات النفطية قد دخلت في هذا المجال.
س: هل تمتلك ايران القدرات والطاقات اللازمة لإنتاج الوقود الحيوي؟ هل لدينا التكنولوجيا اللازمة لهذا الغرض؟
ج: لا تواجه ايران اي مشكلة فنية وتقنية في انتاج الوقود الحيوي، ولدينا معظم التقنيات الخاصة لتحويل النفايات الى وقود.
وفي حال أن ترفع العراقيل، يمكننا استعمال الوقود الحيوي في جميع المؤسسات المرورية في البلاد.
س: هل يؤثر استعمال الوقود الحيوي يمكن يسرعة العجلات؟
ج: كلا. لا يحدث أي فرق.
س: هل تتوقع أن استعمال الوقود الحيوي من شأنه التسبب ببعض الاضرار في المستقبل؟
ج: كلا. لا تلحق هذه المصادر بأي ضرر، بل إن إنتاجها من النفايات العضوية، يساعد على الحفاظ على البيئة وتجنب اعراض الوقود الاحفورية على سلامة الافراد.
س: ما هو تاثير انتاج الوقود الحيوي في اقتصاد البلاد؟
ج: استبدال المصادر النفطية بالوقود الحيوي تدريجيا يأتي بأرباح أقتصادية متعددة الجوانب للبلاد، منها الحصول على مصادر الطاقة بقيمة مضافة من النفايات والتجنب من اعادة التدوير غير الصحي أو دخول تلك النفيات الى البيئة ، والحد من استعمال الوقود الاحفوري والحفاظ على ثروات البلاد، وانخفاض نسبة الملوثات في الجو والبيئة وتاثير ذلك في سلامة الاشخاص والى آخره.
س: هل تعتقد ان الشركات المعرفية الحديثة في ايران دخلت في حيز انتاج الوقود الحيوي؟
ج: نعم. هناك عدة شركات معرفية في البلاد دخلت مجال انتاج الوقود الحيوي، وتبقي المشكلة الوحيدة لدى هذه الشركات عدم قيام الشركة الوطنية للتوزيع والتنقية بالاعلان عن أسعار الوقود الحيوي السائل مثل الميثانول الحيوي والبيوديزل.
س: هل توجد هناك مشاريع كبيرة دخلت حيز التنفيذ في هذا المجال؟
ج: نعم. توجد مشاريع ضخمة دخلت حيز التنفيذ. تم تنفيذ أول بايولت وطني في مدينة طهران، بمساهمة شركة الحافلات ، اللجنة العلمية للوقود الحيوي (التابعة لوزارة العلوم)، الصندوق العالمي للتسهيلات البيئية وعدد من الشركات العاملة في القطاع الخاص، ما اسفر عن نتائج ملحوظة .
شاركت الجهات المذكورة في الاعلى والتي ساهمت في اجراء المرحلة التجريبية لمشروع الوقود الحيوي، في تصيميم وتخطيط المرحلة الثانية وهي مرحلة التطوير، اضافة الى جهات اخرى انضمت لهذا المشروع. وستدخل المرحلة الثانية حيز التنفيذ قريبا في مدينة طهران.
أجرت الحوار: ميترا سعيدي
مترجم: مريم معمارزاده
تعليقك